السبت، 29 يناير 2011

في رثاء والدي وحبيبي ألحاج علي زعرور

                                                         

                             
 


صعب أن تختصر ما يعتصرقلبك من حزن وأسى حين تفقد من تحب , وألأكثر ألمآ أن لا تكون قريبآ منه قبيل رحيله , وأن لا تطبع على جبينه قبلة ألوداع,.
 

تلك ألقبلة ألتي أختصرت حالتي , طبعتها ربيع ألعام ألفائت, سهرنا سويآ حتى ساعة متأخرة من ألليل , أحدثه وأسامره وأُضحكه, كم كانت أبتسامته ألمختصرة تعبيرآ عن شعوره بدنو ألرحيل وأن مسيرته في هذه ألدنيا قاربت على ألنهاية.
دخل غرفة نومه بخطى متثاقلة لرجل قارب ألثالثة وألثمانين , وآوى الى فراشه, قبل مغادرتي دخلت أُلقى عليه تحية لعلها كانت ألأخيرة,
وجدته يرقد أشبه ما يكون بطفل صغير, قبلته في جبينه فتح عينيه ثم أبتسم لي وهمس بصوت خافت : ألله يرضى عليك.
هذه ألكلمات من أب حنون تعادل كنوز ألدنيا وتشعرك بالرضا وألراحة ولو نسبيآ.
غادرته ومن حينها لم أتكرم بطبع قبلة أخرى على جبينه....كانت ألأخيرة.
 

هي حسرة ونار في قلبي أن يغمض أبي عينيه ويغفو أغفائته ألأخيرة ولا أكون بقربه.
عدت بذاكرتي عندما نما ألي خبر رحيله ألى شريط حياتي في طفولتي في شبابي وفي كهولتي, وجهه لا يفارقني , صوته ألعذب ألرخيم لا يغادر أذناي,,,,
أذكره يقرأ ألقرآن عند ألفجر بصوت عذب حبب ألي قراءة ألقران,
بداية ماعلمّني سورة ألجمعة وسورة ألرحمن يترنم بها في سيرنا ألى ألأرض وألغرس في بلدتنا أالعديسة.
 

فتيآ كنت أرافقه في دروبه وما أكثرها, أتلقى منه وآخذ عنه, هونموذج ألجنوبي ألكادح في سبيل عياله في ظروف أمتزجت بالصعاب وألحروب وألمعاناة.
 

أليوم رحل وغاب أمل رؤياه يبتسم مرة أخرى, علنا نلتقي في مكان آخر حيث هو ألآن فأكحل عيني برؤياه وأقبّل يداه وأطبع عل جبينه قبلة أخرى.